تكتسي ظاهرة الأوبئة خطورة كبيرة لدى العديد من البلدان فهي على مر التاريخ
و الأزمنة مخيفة عمياء لا تميز بين الصغير و الكبير و المرأة و الرجل و لا تعترف
بالطبقية غني و فقير, بل تجعل كل البشرية في كنف واحد.
و يأتي هذا المقال في خضم الأزمة العالمية التي تعيشها البشرية خاصة بعد
اكتشاف فيروس جديد بمدينة ووهان الصينية، و الذي سمي فيما بعد ب "فيروس كورونا
المستجد" لينتقل بعد ذلك و يغزوا العالم، مما جعل البشرية تعيش في حالة فوضى
و قلق و رعب مستمر بحثا عن مصل فعال مضاد ينقدها من الوباء، في زمن كورونا نتذكر وإياكم بعض الشخصيات و القامات الفكرية التي ألهمت
البشرية و كان لها تأثير في العالم سواء بإبداعاتها أو شغفها أو دورها أو بنهايتها
المأساوية في زمن الأوبئة.
في هذه السلسة الأولى من "عباقرة الفلسفة في زمن الأوبئة" نود أن
نعرض لكم أول شخصية متميزة في التاريخ الإنساني لم نخترها عبثا بل ألهمت العالم
بإبداعها سواء من الناحية الفكرية بإنتاجاتها الفكرية أو بحسن تدبيرها و تسيريها
للإمبراطورية الرومانية و قد عايشت الطاعون الأنطوني نسبة لسلالة الأنطوني
الرومانية، إنها شخصية الحاكم ماركوس أوريليوس.
تعريف الشخصية:
الحاكم ماركوس أوريليوس
أنتونينوس أوغسطس ولد في 26 إبريل 121م, و توفي في 17 مارس في 180م عن عمر يناهز 58 عاماً في فيينا.
تقلد الحكم و حكم الإمبراطورية الرومانية في عز
الأزمة حاول اقامة الدولة النموذجية عبر ادخال اصلاحات جديدة و العمل على محاربة
الفقر الذي كان متفشيا بالإمبراطورية الرومانية، و محاولة استعادة الأراضي المحتلة فقد انتهك الجرمان حدود الإمبراطورية الرومانية في الشمال بينما احتل
الفرس الجهة الشرقية من الإمبراطورية الرومانية مما جعل أوريليوس في موقف حرج أمام
تردي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للدولة, هذا التردي جعل اوريليوس يفكر في
خطة للخروج من الأزمة فعمل على اقامة اصلاح شامل للجيش الذي اعتبر في وقت لاحق من
الجيوش القوية في العالم، فقد مكنت الإصلاحات التي أدخلها على القطاع العسكري من الانتصار
على الفرس و استرداد الأراضي الشرقية المستعمرة,
وكذا استرداد ارجاء من الإمبراطورية الرومانية كان الجرمان قد استولوا عليها.
كما تميز أوريليوس بلقب الملك الفيلسوف فقد كرس حياته كلها لدراسة الأدب و الفلسفة و لا سيما المدرسة
الرواقية.
واستطاع تحقيق حلم أفلاطون في نظريته التي أكد فيها أن أمور البشرية لن تصلح مالم يحكم فيلسوف ويتفلسف, و بهذا استطاع اوريليوس أن يحقق مطمح أفلاطون الذي سحب بساط العدالة من الديمقراطية بعد أن أعدمت سقراط, و اعتبر لدى العديد من أفضل خمسة أباطرة مرو عبر التاريخ. لكن مع انتشار الطاعون في العالم ووصوله للإمبراطورية الرومانية مما تسبب في حصد الملايين من الأبرياء، فقد كان معدل الوفيات في اليوم الواحد يتجاوز الألفين ضحية.
واستطاع تحقيق حلم أفلاطون في نظريته التي أكد فيها أن أمور البشرية لن تصلح مالم يحكم فيلسوف ويتفلسف, و بهذا استطاع اوريليوس أن يحقق مطمح أفلاطون الذي سحب بساط العدالة من الديمقراطية بعد أن أعدمت سقراط, و اعتبر لدى العديد من أفضل خمسة أباطرة مرو عبر التاريخ. لكن مع انتشار الطاعون في العالم ووصوله للإمبراطورية الرومانية مما تسبب في حصد الملايين من الأبرياء، فقد كان معدل الوفيات في اليوم الواحد يتجاوز الألفين ضحية.
وباء الطاعون كان له تأثير كبير على الإمبراطورية الرومانية فقد أدى الى
انهيار تام للإمبراطورية و تفشى الفيروس في الجيش الروماني
و قضى عليه دون قتال، و توفي الحاكم الفيلسوف ماركوس أوريليوس أنتونينوس بعد اصابته بوباء الطاعون ليكون من
الشخصيات او من العباقرة الذين فتك بهم الوباء في زمن الأوبئة.
انتاج ماركوس الفكري:
كتب ماركوس اوريليوس كتاب " التأملات" كتاب في غاية الروعة كان ابدع الأعمال الفكرية ضمنه رؤيته الفلسفية الراقية و الرواقية.